أفادت مصادر خاصّة لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ التوتّر يتصاعد في منطقة الحدود عند الجولان الذي تحتّله إسرائيل، التي كثّفت مِن دورياتها على كامل الشريط الحدودي المتاخم للجنوب السوري، حيث تنتشر قواعد ونقاط عسكرية تابعة لـ ميليشيات إيران و"حزب الله" اللبناني.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بنصب الكمائن داخل الشريط الحدودي وضمن الخطوط التي يُمنع الاقتراب منها مِن جهة الجانب السوري، وذلك بهدف إيقاف تسلل عناصر الميليشيات الإيرانية والمتعاونين معها مِن أهالي القنيطرة، لـ زرع الألغام والعبوات الناسفة في المنطقة.
اعتقال رعاة أغنام
اعتقل الجيش الإسرائيلي، مطلع شهر شباط الجاري، اثنين مِن رعاة الأغنام - مِن أبناء القنيطرة - أثناء اقترابهم مِن الشريط الحدودي قرب الجولان المحتل.
وروى حسين العلي - قريب أحد الرعاة المعتقلين - لـ موقع تلفزيون سوريا ما شاهده أثناء اعتقال جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي لـ قريبه، عند مروره أسفل أحد المراصد الإسرائيلية المرتفعة على إحدى التلال في ريف القنيطرة الشمالي، وقرب "الخط الأحمر" الذي يُمنع الاقتراب منه وفق اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974.
وقال "العلي" إنّ الجنود الإسرائيلييين كانوا قد اجتازوا "الخط الأحمر" ودخلوا الأراضي السوريّة ونصبوا كميناً هناك، وعند اقتراب قريبه مِن المنطقة اعتقلوه واقتادوه برفقتهم، مضيفاً أنّها ليست المرّة الأولى التي يعتقل فيها الجيش الإسرائيلي رعاة أغنام في محيط المنطقة وقرب الشريط الحدودي، رغم عدم اجتيازهم للمنطقة المحظورة.
وأشار "العلي" إلى أنّ مكبّرات الصوت التابعة لـ مراصد جيش الاحتلال تحذّر رعاة الأغنام من الاقتراب مِن الحدود وتهدّدهم بالاعتقال وتسليمهم لـ نظام الأسد، مردفاً "كل مَن تعتقله إسرائيل تسلّمه لـ قوات الأمم المتحدة، التي بدورها تسلّمه إلى فرع 220 (فرع سعسع) التابع لـ نظام الأسد، وهو الفرع الأمني المسؤول عن محافظة القنيطرة"، لـ يبقى مصير المعتقل مجهولاً لدى "النظام".
وسبق أن ألقت طائرات مسيّرة "درون" تابعة لـ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أواخر العام المنصرم 2020، منشورات تحذيرية على المناطق القريبة مِن حدود الجولان المحتل في الجنوب السوري، متوعدةً استهداف كل مَن يقترب مِن الطرف الشرقي للشريط الحدودي الفاصل.
اقرأ أيضاً.. منشورات إسرائيلية تمنع الاقتراب من الشريط الحدودي مع سوريا
ووفق ما ذكر "العلي" فإنّ الريف الشمالي للقنيطرة لم ينضوِ ضمن أي تشكيل يتبع لـ نظام الأسد أو ميليشياته أو للميليشيات التي شكّلتها روسيا أو تلك التابعة لـ"حزب الله" اللبناني والميليشيات الإيرانية، وأنّه لا يوجد في المنطقة عناصر تعمل لـ صالح أي منهم.
إطلاق رصاص على الصيادين
من جانبه تحدّث "علي الحسن" - أحد أهالي ريف القنيطرة ومِن هواة الصيد - عن أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبح يطلق الرصاص على الصيادين عند اقترابهم مِن الأراضي القريبة مِن الشريط الحدودي، مردفاً "لم يسبق أن فعل ذلك قبل اتفاق التسوية الذي حصل في الجنوب السوري، منتصف تموز 2018، رغم اقترابنا وصيدنا في المنطقة".
وتابع "بعد دخول الميليشيات التابعة والموالية لـ إيران - على رأسها "حزب الله" اللبناني - إلى مناطق الجنوب السوري، بات الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على كل مَن يقترب مِن الحدود، ويمنع المزارعين مِن زرع أراضيهم القريبة خشية اختراق أمنّي للحدود وزرع عبوات وألغام هناك، أو تعرّض دورياته للاستهداف".
اقرأ أيضاً: الحدود مع الجولان.. منطقة نفوذ إيرانية جديدة عبر وكلاء
وسبق أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنّه عثر على حقل ألغام وعبوات ناسفة قرب خط "وقف إطلاق النار"، جنوبي الجولان السوري المحتل، محمّلاً المسؤولية لـ نظام الأسد، قائلاً "يعتبر النظام في سوريا مسؤولاً عن كل عمل ينطلق مِن أراضيه".
اقرأ أيضاً.. الجولان.. إسرائيل تكشف حقل ألغام وتحمّل المسؤولية لـ"الأسد"
وقبل أيام، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء مناورات جويّة مفاجئة أطلق عليها اسم "وردة الجليل" بهدف تطوير الجاهزية العسكريّة على الجبهة الشمالية - قرب الحدود مع سوريا ولبنان - لـ مواجهة أي سيناريو قتالي في المنطقة.
يذكر أنّ إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السوري التي تبلغ مساحتها نحو (1200 كليو متر مربع) منذ العام 1967، وأعلنت ضمها إليها عام 1981، بعد أن شن نظام الأسد حرباً بهدف استعادتها عام 1973، انتهت بتوقيع هدنة ما تزال مستمرة إلى اليوم.